لبنان: نحو أنموذج الديمقراطيّة الاستبداديّة ـ بقلم المحامي زياد فرام

أراد أربعة أصدقاء الاستثمار بمشروع مُربح بعد فصلٍ قارسٍ من البطالة.. تباحثوا مطوَّلاً فقرَّروا شراء سيارة أجرة تقل الركاب من قريتهم للمدينة ذهاباً وإياباً ..
إبتاعوا السيارة وسجّلوها بالتساوي ويوم قرّروا وضعها في الخدمة إصطدموا بحاجز اللاثقة ببعضهم البعض، فصاروا يركبونها جميعهم وكلّما أوقفهم راكب بالأجرة ما وجد مقعداً شاغراً..

تُعرَّف الديمقراطيّة الاستبداديّة بأنها شكل من أشكال الديمقراطية في دولة موجّهة من قبل النّخبة الحاكمة التي تسعى لتمثيل مصالحها لا مصالح المجتمع المختلفة.

إنها أنموذج من الاستبداد الذي عرَّفه الكواكبي بأنه تصرّف فردٍ أو جمعٍ في حقوق قومٍ بالمشيئة وبلا خوف تبعة.

عادة يكون الحكم الديمقراطي ذاك الذي يشارك فيه جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة، إما مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم منتخبين تمكنهم من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي.
فالديمقراطيّة هي نظام اجتماعي يؤمن به ويسير عليه المجتمع ويشير إلى ثقافةٍ سياسيّة وأخلاقية معيّنة تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلمياً وبصورة دورية.

أما تلك المستبدّة فيَفوز فيها الحكّام بحريّة مقيّدة في الانتخابات ثم يسيئون إلى الأقليات بالسلطة التي يفوزون بها، فالاستبداديون يفعلون ما يشاؤون ليفوزوا بالانتخابات، أما الديمقراطيون غير الليبراليين يفعلون ما يشاؤون بعد الفوز..
تيقظوا..
تصبحون..