“وها نحن مُعلّقون نَستَنجِد برحمتِكَ ” ـ كتب المحامي زياد فرام

يا ربّ، أعطِنا وَعد “ديسماس” لصّ اليمين التائِب الذي أدرَك خطاياه وحاجته إلى خلاصِكَ له.

أعطِنا ما تمتّع به من “الوعد الإلهي”.. «اليوم تكون معي في الفردوس» (لو ٢٣: ٣٩-٤٣).. فما من عقابٍ أفظعَ من جهودٍ لا طائل منها ولا أمل فيها، و ما من عقابٍ أشدّ من البعد عن رحمتك، وقد اقترفنا آثاماً جمّة..

نحن كبطرس، لم نفهم معنى السُّلطة وغايتها كيف أنتَ السيد قد اتضعتَ وغسلت أقدام تلاميذك..!!
أنت الذي فتحت ذراعيك لضمّنا وكنت لنا قدوة في البذل، فسلطتك خدمة غايتها بنيان الذات والآخر لا استغلاله..

نحن استحقّينا صليبنا وجلجثتنا.. أمّا أنتَ يا ربّ المجد، فقد حَمِلت صليب آثامنا.. ولم تقترف جَرِيرَةً ولا جَرِيمَةً أو جُنْحَة، ولا جِنايَةً أوخَطَأً أو ذَنْباً، ولا رَذِيلَةً أو زَلَّةً أو سَقْطَةً، ولا سَيِّئَةً أو مأثماً أو غَلَطاً..
علَّمتنا المشاركة الحقَّة، فشاركت الناس ضيقاتهم واضطهادهم وتحملت مشاق السفر والهروب، تعب الطريق والجوع..
جُربتَ وسط أهلك وأحبائِك وتلاميذك واتُهِمتَ بالتجديف.

رافقك الألم منذ لحظات تجسدك.. وكان الصليب يلازم عينيك طوال مسيرتك ولم تخف منه ولم ترتع..
يا ربّ، لقد سقطت نيابةً عنَّا تحت حكم خطايانا، فصرت أيها القدوس ذبيحة لأجلنا تحمل ظلمنا وجورنا..

وها نحن معلّقون نستنجد برحمتكَ..!!

لسنا كأولئك الجنود الذين رَأَوك أَنَّك قَدْ مُتَّ، شهوداً ، بل مؤمنين بقيامتك المجيدة..
ولا كاللص أوماخوس (أحد أعضاء عصابة باراباس الذي قويضتَ به كمكرمة الفصح)، فصُلبَ عن يسارك، وتحدّاك  ليحمِّلك وزر اقترافاته، قائلاً: “ألست المسيح؟ فخلّص نفسك وخلّصنا”..

لا تهمِلنا.. أعطِنا العُرفان، فقدرنا الأزلي المتعاقب بأن نَكون كبشَ فداءٍ، يُشار إلينا لنتطوَّع مكرهين على التضحية و عيش الضيقة والنزاع.
اليوم، نسألكَ أن تنقِذنا ممّا تواطأنا به بذواتنا ضدّ ذواتنا.
اليوم، نسألك أن تنجّينا ممّا هو قادمٌ نحونا من مؤامرات إشتركنا فيها بلصوصيّة ضدّ كياننا و وطننا طمعاً بنعيم الأرض فقط.
بحق آلامكَ المقدّسة، أنقذنا ممّا يحاك لنا قريباً، فبنا يقينٌ، أن لا خلاص لنا، من براثن الشرق المفترس والغرب المُنتَهِك، إلاّ متى تجلّى عهدكَ الجديد و حلَّ عدلُكَ الديّان..
وإذ نكرّر بإلحاحٍ ورجاءٍ حثيث طلب اللصّ اليمين منك يا يسوع، بأن تذكرنا في ملكوتِكَ، نحن الذين نعيش الضِّيقة والنِّزاع، نعرق دَماً، نجدّد معموديّتنا بعبَراتٍ و شَجى..

وإلى أن تأتي الساعة أبعِد عنا يا ربّ مرَّ الكأس وألسنة اللهيب.. لك المجد للأبد، آمين