“عندما يتغير الزمن يتغير الموجب، أما الوعود فيقتضي إهمالها حينما تصبح ضارةً بمن صدرت لهم”، تلك مقولة الفقيه القانوني في روما القديمة ماركوس توليوس سيسرو – (شيشرون Cicero)، قالها في معرض اعتراضه على إلزامية تطبيق الإتفاقات والعقود أمام بعض الطوارئ الإقتصاديّة فاعتبر أن قوة العقد الملزمة يجب أن تنكسر أمام بعض الطوارىء الإقتصادية الهدامة.
فما حال واقعات الغبن والإستغلال والإمتصال والإثراء..؟!
السياسة اللبنانيّة كالإقتصاد فيه، يحكمها الريع الإستهلاكي والإمتصال بالتناتش والمرابطة.. إنه سلوك من امتهنوا السلطة فقط.
وللإستفاضة بإيضاح الصورة سنعيد سرد قصّة الشوكة من كتاب التوراة والتي تُدرّس في محاضرات مادّة مدخل إلى علم السياسة لطلاب العلوم السياسيّة وفي التفاصيل: لقد أرادت الأشجار أن تنصِّب عليها ملكاً وطلبت بإلحاحٍ ذلك بالتتالي، إلى شجرة الزيتون والتين والعنب. فرفض الجميع، لأن الأولى لم ترد التخلي عن إنتاج الزيت، والثانية عن إنتاج التين، والثالثة عن إنتاج العنب، وفي النهاية توجهت الأشجار إلى نبتة شوكيّة يتمايلها الريح دون طائل منها، فقبلت ولكنها خشيت ألا يكون الاقتراح صادقاً، فهدَّدت، في هذه الحالة، بإشعال حريق يقضي على الغابة بأسرها.
إنَّ لغز سحب مكوّن أساسي خارج إطار المعركة الإنتخابية لن يُفهم إلا يوم الإستحقاق إن حصل، أو في يوم الإعلان عن تأجيله.. وفي كلتا الحالتين سيدفع حلفاؤه السابقين ومن بنوا أحجامهم وامتصلوه منذ الـ ٢٠٠٥ ثمن ذلك الإحجام..
بالمقابل يُسجَّل أنَّ فريق المحور قد بقي الوحيد المتماسك بأهدافه وتحالفاته كما وبالتكتيك الذي اتبعه للحين..
من هنا، يتبادر إلى ذهن كل محلِّل وقارئ للواقع الداخلي مشهديَّة من سؤال واستنتاج..!!
فالإستنتاج بدايةً، يجزم بأن المعركة الإنتخابية إن حصلت ستكون فقط لمحاولة الطرف الدولي الغربي كسب ثلث المجلس المقبل بالحد الأقصى..
أما السؤال: فماذا لو لم يتأمن لذلك المُحاوِل الثلث المذكور..؟؟
أيعتمد أسلوب النبتة الشوكيّة..!؟
من يستطيع التوقع سيدرك أنَّ من يريد حصول الإنتخابات لن تنفعه، ومن لا يريدها سينتظر لحظة المساومة كي تصل لذروتها ليستفيد من عدم حصولها..
أما بعد، فما تبقى شيء في الغابةِ ليُحرَق..!!
تصبحون..