آهٍ مِن زمَنٍ لا نَملِكُ فيهِ فُسحةَ حريّةٍ كافَيةٍ، لنَبوحَ بما تَختَلِجُهُ قُلوبُنَا، لكنَّنا نملكُ حَقَّ الصَّمتِ، ليَضيعَ الكلامُ ما بينَ عشقٍ ويَقين ..
من أيِّ طينةٍ جُبِلَت أيامُنا الطيّبةُ معاً، لينحَتها هكذا صمتٌ خانِقٌ ولهيبٌ مُطبِقٌ.. أتَعلَمين..؟،أصبَحتُ أتقصّدُ الوحدَة لأهربَ من لقاءٍ يَجمَعُني بكِ.. إحتَرفتُ الكَذِبَ، لأَتلَطّى من لَظَى سِحرِكِ.. أقنَعتُ نَفسي بترَّهاتٍ وخُرافاتٍ وأضاليلَ تُحِيدُنِي عن دَربِكِ، عسَاني أبتعد، علّني أتوه ولا أعودُ لأنتحرَ بصمتي.. لكنَّني، في كلِّ مُحاولةٍ، أُصَابُ بنوبًاتِ شوقٍ تُقبعُني صَريعَ سُقامِكِ.. لقد أدمَنتُكِ، ولا دَواءَ يَنفَعُني، سِوَى تَجرُّعِ صَمتِ اللِّقاءِ..