أتدّعي الثقافة..!؟
لا تحسبنَّ ممارسة نشاطك الفكري النابع من الوعي والفهم وسعة الأفق يدرجك على لائحة المثقفين، إنما عليك أن تكون صاحب مبدأ ورسالة تسعى من خلالها لتذليل العقبات وامتلاك الشجاعة للدفاع عن الحقائق والقيَم..
أن تكون بمثقفٍ عليكَ أن تتحدَّى سلبيات المجتمع ببسط دائرة الإيجابيات.. وبهذا قد لا تكون من حملة الشهادات العالية أو ممن يتحدثون بالكلام النمّق أو الذين يمتلكون سعة المعلومات وحفظة التآريخ وأقوال الفلاسفة فهؤلاء يمتلكون الذاكرة فقط وقد تضاهيهم بها الحواسيب..
فالمثقف يمكن أن يكون فلاحاً في حقله أو عاملاً واجيراً متواضعاً وربّما ناطور بناء.. وليس بالضرورة أن يكون معلّماً أو بمرتبةٍ إجتماعيّة عالية..
هو ذلك الشخص الذي يسهم بانتشال المجتمع من الجهل والتعصب من التخلف من الطائفية من العدائية..
هو من تتحول عنده الأفكار (Ideas) إلى نماذج (Ideals)..
حينما ترى الناس يفاخرون بالشهادات التي يحملونها، والكتب التي يقرؤونها، و تلاحظ انعدام أثر ذلك على حياتهم العامة وسلوكهم، تذكر مقولة تشيخوف:
“ما الفائدة التي جلبها لهم كل ما كتب حتى الآن، إذا كان لا يزال لديهم نفس الظلمة الروحية.. فهم يقرؤون ويسمعون عن الحق والرحمة والحريّة، ومع ذلك يكذبون حتى الموت من الصباح إلى المساء، ويخشون الحرية ويكرهونها!”
ـ[المحامي #زياد_فرام ]