أكبَرُ معارِك التَّاريخ مِحوَرها الخِداع التَّعبَوي ـ بقلم المحامي زياد فرام

strategicfile.com

جاءَ في كتاب “صَن تزو  Sun Tzu  ” الشهير “فنّ الحرب:”عِلمُكَ بعدوِّكَ يعرِّفكَ كيف تدافع ، وعلمُكَ بنَفسكَ يعرِّفكَ كيف تُهاجِم ، الهجوم هو سرُّ الدِّفاع ، والدِّفاع هو التخطيط للهجوم”

عملياتٌ عسكريّةٌ شهيرةٌ خطّها التَّاريخ المُعاصِر، كان النَّصر فيها حليف من استوعبوا أسُس المعركة ووسائل الخصم المتاحة بعد فترات من التهادن أو التحالف أو المفاوضات التي كان لها القدرة على فرض الإرادة على العدوِّ في قلب مسرح العمليَّة..

هذا ما اعتمده الألمان في عملية “بربروسا” أكبر معارك الجبهة الشرقيّة في الحرب العالميّة الثانية ١٩٤١ بين الإتحاد السوفياتي وألمانيا.
كما مع قوّات المحور في معركة “عين الغزالة” إبان حملة الصحراء الغربية في الحرب العالمية الثانية غرب ليبيا، عام ١٩٤٢ ضدّ قوات الكومنولث البريطانيّة.

وأيضاً في معركة “العلمين” الثانية (الإسكندرية) نوفمبر ١٩٤٢ والتي أنتجت انتصاراً حاسمًا للحلفاء.

إنَّ ما يحدث اليوم من معارك، لم يعد قضيّة محليّة أو شرق أوسطية .. إنها “الحرب الكبرى” التي حطَّت بدون أفقٍ سياسيّة أو استراتيجيّة، وما شهدناه مؤخراً جزء صغير منها وربَّما مقدّمة تتدحرج نَحوَ آفلةٍ أخطر.

الصِّراعُ الحاليُّ، ليس على فلسطين إنَّما يقع على مستقبلِ العالَم وقيادة العالَم، وحتمية الحرب تنبثق من إرادة تزعُّمِ العالَم..

لقد كان هناك ” نظام أمن حديث” وكامل حول غلاف غزة باكورة ما أنتجه الغرب من ذكاءٍ دفاعيٍّّ.. سقط فجأةً بطريقةٍ ارتاب فيها واضعه وأصيب بالقلق.. إنها الولايات المتحدة الأميركية التي فرضت نفسها في ساحة  لا تستأهل كل ذلك الأسطول الحربي.. ومع ذلك فقد كانت محتملة حتى دخول الغواصة “أوهايو” ..
ما الطائل من معركة استجر فيها نصف أسطول الولايات المتحدة الأميركية البحريّ “المارينز” لمياه المتوسط..!؟

تحوُّطٌ مقلقٌ ينذرُ بحروبٍ وجبهاتٍ أخرى..

من يراقب بعينٍ مجرّدة حقبة ما بعد الحرب العالميّة الثانية يستنتج أنَّ بعد سقوط “هتلر” لم يُرِدِ الغَرب إنتاج زعماء جُدُد حتى قَدِمَ الرئيس “ترامب” بكاريزما “الزعيم”..

منذ نصف قرن، كانت قد حطَّت الحرب رحالها في فييتنام “حرب الانفاق” .. فمن صنع الأنفاق في حينها..؟! وما سرُّها اليوم..!؟

ومنذ بضع سنوات أيضاً، إستفاقت منطقة الشرق الأوسط على ثوراتٍ هزَّت عروشاً واسقطت أنظمة حُكم، وما يُرتاب حياله الإخماد العقيم.. !!
فيعود بنا التاريخ ونقرأ في صفحاته أنَّه حين رَغِب الإسكندر المقدوني تأمين حدود مملكته الشمالية، قبل أن يعبر مضيق الدردنيل متجهًا إلى آسيا، أقدم على الشروع بحملة تطهير بلاده من الثورات والانتفاضات القائمة..

أمَّا بَعد، فلمن يتساءَل.. ولمن يخشى

نكرز على مسمَعهِ ما قالته “غُربة”( فيروز) إبنة مدلج لأهالي “جبال الصوان” (في المسرحية التي حملت ذات العنوان للأخوين رحباني ١٩٦٩): ” لا تخافوا، لأن يلّي بيخاف بيلاقي المَوت قدامو، وَحدُن لبيمشوا صوب الموت بِدُون خَوف، هنّي لبيصنعوا الإنتصار

..ولنا جميعاً في الآتي من الأيام مشاهد وعِبَر