أنتِ أنتِ.. أيّتها اللا مُتناهية في كل شيء..
إجتهدي قدر ما يستطيع فكركِ الخصب الولوج.. واجترحي نظريّة تدوير البشر..
أسرجي روحكِ، إمتطي خيالكِ وخوضي أدغال ذاتكِ سيدتي..
تخلّصي من أحاسيس الذنوب ومشاعر الندم ..
وتكلَّمي.. لتستيقظي من سباتكِ المُمِلّ وغفلتكِ المُهلكة..
فرُبَّ واقعٍ أجمل بكثير مما تعنوه أحلامكِ وتقتحمه أفكار نفسكِ..
سيّدتي..أيتها الثملة بخمرة كبريائك، أيتها الغارقة بنجلائك..
أيتها التائهة في صحراء نفسك الخالية، العطشى..
أنا..
لستُ بكاهنٍ و لا بعرَّاف، لست بناسكٍ ولا بمتصوّف..
لست بناقدٍ ولا بإصلاحيٍّ ولا بمعصوم..
إقبليني.. فإنّي قد أعدت تدوير ذاتي الصدئة المهترئة، كرمى اشتمالك..
هكذا كنت قبل اقتحامك عالمي..رَثّاً، سَمِلاً، عَتِيقاً، مُمَزَّقاً، مُهَلْهَلاً.. أذابتني الحياة..
أمّا و قد دخلت بوتقة عشقك يا سيدتي، صُقِلتُ من جديد..
شعرتُ بشوائب ذاتي تحترق.. وتحرّرني..
أخذت الحياة تنبض في خلايايَ.. في قلبي، فعدت من جديد أرى الجمال والظلال ..ألاحظ ألوان الحياة الفرحة..
صحيحٌ أننا لسنا جماداً ولسنا مواداً.. إنما هناك مصانع أعدها الله لتولِدنا من جديد..
تلك هي القلوب التي تحتوينا بملوّثاتنا، فتمنحنا شرف الإغتسال والتطهُّر.. والعودة للحياة..
وها أنا.. كما ترينني..