أيُّ سبرٍ ابتليتَ به يا وطني..؟! ما الذي اعتراك وانتابك وحاز في طالِعِكَ وأدرَكَكَ..؟!
حتى انهدمتَ، انهدَّيتَ، تردَّيتَ، تضعضعتَ، تقوَّضتَ، تهوَّرتَ، عجِزتَ، خرِبتَ، خُرتَ، عُدِمتِ، هويتَ و سقطتَ..
و أيُّ حافزٍ بعد، قد يجعلنا ننهض من ذلك المثوى النتن، الأَسِن، المتَعَفّن، الزَنِخ.. لننفضَ القَتَام عن مُجرّد أمنِياتٍ تخشَى إدرَاك مُستوى الطُّموح..!!
نَعيشُ آونةٍ بائسةٍ، ما عادت فيها الأيام تعجُّ بالحياة، ولا الحياة نفسها تنضَحُ بغير أنفاسٍ مهولةٍ..!! صِرنا ننتظر مآل المصائر.. و وَابل النَّوائب يُودِق عَلينا، حيفٌ نيِّفٌ من غوائل العصر.
.. لَقد أمسينا في ضياعٍ مُريب، وخوف المغبّة والمُنتهی.. نعيش في هذا الكيانُ لنأكل ونشرب ونشیخ ..!؟ ، تَشَرَّبنا ثقافة الهلع والجزع من غدٍ قاتم الرؤى لا موعد قريب فيه مع شروق الحق الذي توخَّينَاه ..
أصبحنا نَخشى المذلَّة لا الموت، فقط نهاب مرامَ النَّفس. کشقائق النعمان في هذا الشرق المُنتهك، نَنبت من جٍراح ونعود لنطمر إلى حين مفصليّ.. و بين الفَينة والأخرى ، يُنبئنا القَدر بأن رأيه لا يُشبه أحلامنا.