لُبنَانُ..سَنَبقَى ـ بقَلم المحامي زياد فرام

سَنَصمُدُ فِي هذا الوَطَنِ الَّذِي وُلِدَ مِن نُدبَةٍ وَلَم يَنْحَنِ
سَنَمْشِي فَوْقَ جِراحِهِ كَما يَمْشِي القِدِّيسُ فَوْقَ الرَّمادِ فَيُنبِتْ، وَنَحمِلُ في صُدُورِنا ما بَقِيَ مِن ضَوْءٍ لِنُوَزِّعَهُ مَحَبَّةً وَتَعايُشًا على أَرْضٍ اعتادَتْ أَنْ تُصْلَبَ ثُمَّ تَقُوم

لُبنان… هذا الشَّرقُ الجَريحُ الَّذي تآمَرَتْ عليهِ العَواصِفُ، وبَقِيَ مُضِيئاً كَشَمعةٍ في مَهَبِّ الرِّيحِ لا تَنطَفِئ
نَحتَضِنهُ في قُلوبِنا كما يُحتَضَنُ اليَتيمُ على أَكُفِّ الرَّحمةِ، ونَسِيْرُ فوقَ نُدوبِهِ بِقَدَمَيْ مَن يُؤمِنُ بأنَّ الألَمَ لا يَقتُلُ وطنًا وُلِدَ ألفَ مرَّةٍ

..رغمَ الفَقدِ الَّذي أثقَلَ صُدورَنا، ورَغمَ الوَجعِ الَّذي يُوقِظُ اللَّيلَ في عُيونِنا، ما زِلنا نَزرَعُ في تُرابِهِ بُذورَ المَحبَّةِ، ونَرُشُّ حَولَها شَيئًا مِن صَبرِ الأُمَّهاتِ
هُنا بَلَدٌ كُلَّما اِنكَسَرَ، تَطايرَتْ مِنهُ شَراراتُ حَياة.. بَلَدٌ يُعَلِّمُنا أنَّ التَّعايُشَ ليسَ شِعاراً، بل نَبضٌ يَجمَعُ المُختَلِفينَ على مائِدَةٍ واحِدةٍ تَحتَ سَماءٍ تَتَّسِعُ لِلجميع

وَسَنَبْقَى… لا لِأنَّنا اعتَدنا الوَجعَ، بل لِأنَّ فينا عِنادَ الضَّوءِ، وقَلبًا يَعرِفُ أن يَكتُبَ مِن الخَسارَةِ قَصيدَةً، ومِنَ الحُطَامِ قِيامَ